لم يكن داود ورجاله قد اشتركوا في المعركة التي اشتبك فيها شاول مع الفلسطينييين مع أنهم كانوا قد ساروا مع الفلسطينيين إلى ساحة القتال . وإذ كان الجيشان يتأهبان للاشتباك في الحرب وجد ابن يسى نفسه في ارتباك عظيم . كان المنتظر أنه ياحرب لأجل الفلسطينيين ، فلو أنه وهو في المعركة ترك المكان المعين له وانسحب من ساحة القتال لكان ، علاوة على كونه يوصم بوصمة الجبن ، يوصم أيضا بوصمة الجحود والخيانة لأخيش الذي حماه وأتمنه . إن مثل هذا التصرف كان يلطخ اسمه بالعار ، ويعرضه لغضب الأعداء الذين هم أشد بأسا وخطرا من شاول . ولكنه لم يكن ليرضى أبدا أن يحارب إسرائيل ، إذ لو فعل هذا لكان خائنا لوطنه ، وعدوا لله ولشعبه ، وكان هذا يحرمه إلى الأبد من اعتلاء عرش إسرائيل . ولو قتل شاول في هذه المعركة لكان دمه يطلب من داود . AA 621.1
لقد جعل داود يحس بأنه قد ضل طريقه ، فكان خيرا له جدا أن يجد له ملجأ في معاقل جبال الله المنيعة من أن يجده بين أولئك الذين يجاهرون بعدائهم للرب ولشعبه . ولكن الرب برحمته العظيمة ، لم يعاقب عبده على هذا الخطأ بتركه إياه لنفسه في ضيقه وارتباكه ، لأنه مع كون داود قد أفلت من يده القوية الإلهية وتردد ومال عن طريق الاستقامة الدقيقة فقد كان شوق قلبه الملتهب أن يكون أمينا لله . وفي الوقت الذي كان فيه الشيطان وجنوده جادين في معاضدة أعداء الله وأعداء إسرائيل للتآمر على حياة ملك قد ترك الله ، فإن ملاكئة الرب كانوا يعملون على إنقاذ داود من الخطر الذي حاق به ، فأوعزت رسل السماء إلى أقطاب الفلسطينيين أن يحتجوا على وجود داود ورجاله مع الجيش في المعركة القادمة . AA 621.2
صاح أقطاب الفلسطينيين مضيقين الخناق عى أخيش قائلين : ( ما هؤلاء العبرانيون ؟ ) (انظر 1 صموئيل 29 ، 30) فأجابهم أخيش الذي لم يكن يريد أن يفترق عنه ذلك الحليف النافع قائلا: ( أليس هذا داود عبد شاول ملك إسرائيل الذي كان معي هذه الأيام أو هذه السنين ، ولم أجد فيه شيئا من يوم نزوله إلى هذا اليوم ؟ ) . AA 621.3
ولكن أولئك الأقطاب أصروا على إجابة طلبهم إذ قالوا : ( أرجع الرجال فيرجع إلى موضعه الذي عينت له ، ولا ينزل معنا إلى الحرب ، ولا يكون لنا عدوا في الحرب . فبماذا يرضي هذا سيده ؟ أليس برؤوس أولئك الرجال ؟ أليس هذا هو داود الذي غنين له بالرقص قائلات : رب شوال ألوفه وادود ربواته ؟ ) لقد كان مقتل جبارهم العظيم وانتصار إسرائيل عليهم في ذلك الوقت لا يزالان ماثلين في أذهان أقطاب الفلسطينيين ، كما أنهم لم يكونوا يصدقون أن داود سيحارب شعبه . ولو أنه انضم إلى جانب شعبه عندما يحمي وطيس القتال لأمكنه أن يلحق بالفلسطينيين ضررا أبلغ من كل جيوش إسرائيل مجتمعين . AA 622.1
وهكذا اضطر أخيش أن يذعن لمطالب أولئك الرؤساء فدعا داود وقال له : ( حي هو الرب ، إنك أنت مستقيم ، وخروجك ودخولك معي في الجيش صالح في عيني لأني لم أجد فيك شرا من يوم جئت إلى اليوم . وأما في أعين الأقطاب فلست بصالح . فالآن ارجع واذهب بسلام ، ولا تفعل سوءا في أعين أقطاب الفلسطينيين ) . AA 622.2
وإذ كان داود يخشى من افتضاح مشاعره الحقيقية أجاب قائلا : ( فماذا عملت ؟ وماذا وجدت في عبدك من يوم صرت أمامك إلى اليوم حتى لا آتي وأحارب أعداء سيدي الملك ؟) . AA 622.3
لا بد من أن جواب أخيش قد أحدث هزة خزي وتبكيت في قلب داود حين فكر في كم هو أمر غير خليق بمن هو عبد للرب أن ينحدر إلى مثل ذلك الخداع وتلك المخاتلات . إذ قال أخيش لداود ( علمت أنك صالح في عيني كملاك الله . إلا أن رؤساء الفلسطينيين قالوا : لا يصعد معنا إلى الحرب . والآن فكبر صباحا مع عبيد سيدك الذين جاؤوا معك . وإذا بكرتم صباحا وأضاء لكم فاذهبوا ) وهكذا انكسر الفخ الذي أمكست فيه رجلا داود فانطلق حرا . AA 622.4
وبعد سفرة ثلاثة أيام وصل داود ورجاله الست مئة إلى صقلع المدينة التي استوطنوا بها في أرض الفسطينيين . ولكنهم رأوا أول ما رأوا مشهد تخريب فظيع . ذلك أن العمالقة اغتنموا فرصة غياب داود ورجاله فانتقموا لأنفسهم من أجل غزوه لبلادهم . لقد باغتوا المدينة حين كانت متروكة بدون حراسة ، وبعدما نهبوا المدينة وأحرقوها انطلقوا في طريقهم وأخذوا معهم النساء والأطفال سبايا كما أخذوا غنائم وافرة . AA 622.5
وقد عقد الذهول لسان داود وألسنة رجاله فجلعوا يشخصون في صمت إلى تلك الخرائب والحرائق . وإذ أحسوا بهول الوحشة والخراب اللذين حلا بهم رفعوا ( أصواتهم وبكوا حتى لم تبق لهم قوة للبكاء ) مع أنهم كانوا أبطال حرب صناديد . AA 623.1
وهنا نجد داود يقع تحت التأديب مرة أخرى بسبب ضعف لإيمانه الذي ساقه إلى الاندماج بين الفلسطينيين حيث قدمت له الآن فرصة ليرى كم من الأمن يكمن أن يحصل عليه بين أعداء الله وشعبه . وقد انقلب اتباع داود عليه إذ اعتبروه السبب في الكوارث التي حلت بهم ، إذ أثار حب الانتقام في قلوب العمالقة حينما أغار عليهم ، ومع ذلك ، فإنه إذ كان مفرطا في ثقته بالاطمئنان في وسط أعدائه ترك المدينة بدون حراسة . وبينما كاد جنوده يصابون بالجنون من فرط الحزن كانوا متأهبين للقيام بأي إجراء يائس فهددوا قائدهم حتى بالرجم بالحجارة . AA 623.2
وقد بدا وكأن داود قد حرم من كل معونة بشرية . فكل من كان يحبهم على الأرض أخذو منه — فلقد طرده شاول من بلاده ، والفلسطينيون طردوه من الجيش ، والعمالقة نهبوا مدينته وأحرقوها ، كما أخذت امرأتاه وأولاده أسرى ، وهاهم أصدقاءه وأنصاره يتألبون عليه ويهددونه حتى بالقتل . وفي هذه الساعة ساعة الكرب العظيم ، بدلا من أن يترك داود لعقله المجال للتفيكر في هذه الظروف المؤلمة ، التفت إلى الله في طلب المعونة بكل غيرة ، ( أما دود فتشدد بالرب إلهه ) لقد راجع حياته الماضية الكثيرة الوقائع . في أي شيء وفي أي ظرف تركه الله ؟ وقد انتعشت نفسه حين عادت به الذاكرة إلى دلائل كثيرة لرضى الله عنه ومحبته له . إن أتباع داود بتبرمهم وضجرهم زادوا بليتهم أضعاف ما كنت ، ولكن رجل الله كان صبورا ومتجلدا ، مع أنه كان له دواعي الحزن أشد مما لهم . وقد كانت لغة قلب هي هذه : ( في يوم خوفي ، أنا عليك أتكل ) (مزمور 56 : 3) ومع أنه هو نفسه لم يكن يجد له مخرجا عن مشكلته إلا أن الله عرف كيف يخلصه ، واعلمه ماذا يصنع . AA 623.3
وإذ أرسل واستدعى أبياثار الكاهن ابن أخيمالك ( سأل داود من الرب قائلا : « إذا لحقت هؤلاء الغزاة فهل أدركهم ؟» فقال له : « إلحقهم فإنك تدرك وتنقذ »( . AA 623.4
عندما سمع رجال داود هذا الكلام هدأت ثورة حزنهم وغضبهم . فبدأ داود ورجاله في السير توا ليلحقوا أعدائهم الهاربين . وقد كانوا يسيرون بسرعة عظيمة حتى أنهم عندما وصلوا إلى جدول البسور الذي يصب ماؤه في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من غزة اضطر مئتان من أولئك الرجال أن يتخلفوا لأنهم كانوا معيين ، أما داود والأربع مئة الباقون فأسرعوا متدقمين إلى الأمام بلا خوف أو وجل . AA 624.1
وفيما كانوا يسيرون قدما رأوا عبدا مصريا كان يبدو عليه أنه يكاد يموت من فرط الإعياء والجوع . فلما ناولوه طعاما وشرابا انتعشت روحه وأخبرهم أن سيده القاسي تركه يموت ، وهو رجل عماليقي وأحد رجال الجيش الغازي . ثم أخبرهم بقصة الإغارة والنهب . وإذ خذ منهم وعدا بأنهم لن يقتوله أو يسلموه إلى سيده رضي أن يرشد داود ورجاله إلى معسكر أعدائهم . AA 624.2
فلما دنوا من معسكر الأعداء أبصروا منظرا من مناظر الطرب والعربدة ، وإذ أقام أولئك الغزاة وليمة عظيمة ، ( وإذا بهم منتشرون على وجه كل الأرض ، يأكلون ويشربون ويرقصون بسبب جميع الغنيمة العظيمة التي أخذوا من الارض الفلسطينيين ومن أرض يهوذا ( . فأمر داود رجاله بأن يهجموا عليهم هجوما سريعا خاطفا ، فاندفع أولئك الرجال هاجمين بضراوة على فريستهم ، وإذ أخذ العمالقة على غرة ، استولى عليهم الارتباك ، فاستمرت المعركة دائرة طوال تلك اللية والنهار التالي حتى هلك كل جيش العدو تقريبا . ولم يبق حيا غير أربع مئة رجل ركبوا جمالا وأفلحوا في الهرب . وبذلك تم قول الرب ووعده لدواد ( واستخلص داود كل ما أخذه عماليق ، وأنقذ داود امرأتيه . ولم يفقد لهم شيء لا صغير ولا كبير ، ولا بنون ولا بنات ولا غنيمة ، ولا شيء من جميع ما أخذوا لهم ، بل رد داود الجميع ) . AA 624.3
إن داود حين غزا العمالقة قتل بحد السيف كل السكان الذي وقعوا تحت يده . ولولا قوة الله الضابطة لكان العمالقة قد انتقموا لأنفهسم بإهلاك شعب صقلع ، لكنهم قرروا استحياء الأسرى ليزيدوا من شرف انتصارهم حين يقتادون إلى بلادهم عددا غفيرا من الأسرى ، وبعد ذلك يبيعونهم بيع العبيد . وهكذا تمموا قصد الله وهم لا يدرون ، إذ لم يمسوا الأسرى بسوء لكي يستردهم الأزواج والآباء . AA 624.4
إن كل القوات الأرضية هي تحت سلطان الله غير المحدود . فهو يقول لأقوى الملوك ولأعتى الطغاة : ( إلى هنا تأتي ولا تتعدى ) (أيوب 38 : 11) إن الله يستخدم قوته دائما في إحباط أعمال قوى الشر . كما أنه يعمل دائما بين الناس لا لإهلاكهم بل لتأدبيهم وحفظهم . AA 625.1
وقد عاد المنتصرون إلى وطنهم بفرح عظيم ، ولما وصلوا إلى رفاقهم الذين كانوا قد تخلفوا فإن أولئك الذين كانوا أشد قسوة وأنانية بين الأربع مئة طلبوا بإلحاح أن من لم يشتركوا معهم في الحرب لا نصيب لهم في الغنائم وأنه يكفيهم أن يأخذ كل منهم زوجته وأولاده وينصرفوا . ولكن داود لم يسمح بذلك بل قال : ( لا تفعلوا هكذا يا إخوتي ، لأن الرب قد أعطانا ... لأن كنصيب النازل إلى الحرب نصيب الذي يقيم عند الأمتعة ، فإنهم يقتسمون بالسوية ) وهكذا بت في هذه المسألة ، فصارت هذه ، بعد ذلك فريضة في إسرائيل أن كل من يشتركون عن جدارة في أي حملة يتقمسون الغنائم بالسوية مع من قد اشتركوا في المعركة . AA 625.2
وفضلا عن استرجاع كل الغنية التي كانت قد نهبت من صقلع ، استولى داود ورجاله على عدد كبيرة من قطعان الغنم والبقر التي كان يملكها العمالقة . وقد سمت هذه ( غنيمة داود ) وبعد عودة داود إلى صقلع أرسل من هذه الغنيمة هدايا إلى شيوخ سبط يهوذا الذي ينتمي اليه . وفي هذا التوزيع لم ينس داود أحدا ممن صاحبوه وتبعوه في معاقل الجبال حين كان مرغما على الفرار من مكان إلى آخر حرصا على حياته . فاعترف بالشكر لهم على شفقتهم وعطفهم عليه اللذين كان يعز بهما ذلك الرجل المطارد الهارب. AA 625.3
كان ذلك اليوم هو اليوم الثالث منذ عاد داود ورجاله إلى صقلع . وبينما كانوا يشتغلون بكل جد في إعادة بناء بيوتهم المتهدمة كانوا يترقوبن بقلوب واجفة أنباء المعركة التي كانوا يعلمون باشتباك إسرائيل مع الفلسطينيين فيها . وفجأة أتى إلى المدينة رسول ( ثيابه ممزقة وعلى رأسه تراب ) (انظر 2 صموئيل 1 : 2 — 16) فأتي به إلى داود حالا ، ولما مثل أمامه خر إلى الأرض وسجد معبرا بذلك عن احترامه له كرئيس عظيم قوي وكان يطلب رضاه . فسأله داود بكل اهتمام عن سير المعركة فأخبره ذلك الرجل الهارب عن هزيمة شاول وموته وموت يوناثان . ولكنه لم يقف عن حد الإدلاء بالحقائق البسيطة ، بل إذ كان يظن أن داود لا يزال حاقدا على مضطهده الذي لم يكن يعرف الرحمة ، فقد كان ذلك الغريب يرغب في الحصول على كرامة كمن قد قتل الملك . وبنغمة الافتخار جعل الرجل يخبر داود كيف أنه في أثناء المعركة وجد ملك إسرائيل جريحا ، واعداؤه يجدون في مطاردته ، وأن ذلك الغريب قتله إجابة لطلبه ، وأنه قد أتى بالتاج الذي كان على رأسه والسوار الذي كان على ذراعه إلى داود . لقد كان ينتظر واثقا أن داود سيفرح بهذه الأخبار وسيغدق عليه مكافأة سخية لأجل ذلك العمل الذي قام به . AA 625.4
ولكن داود ( أمسك داود ثيابه ومزقها ، وكذا جميع الرجال الذين معه . وندبوا وبكوا وصاموا إلى المساء على شاول وعلى يوناثان ابنه ، وعلى شعب الرب وعلى بيت إسرائيل لأنهم سقطوا بالسيف ) . AA 626.1
ولما خف أثر الصدمة الأولى لتلك الأخبار المخيفة عاد داود إلى التفكر في ذلك الرسول الغريب ، والجريمة التي قد ارتكبها حسبما اعترف بلسانه . فسأل الرئيس الشاب قائلا : ( من أين أنت ؟ ) فأجاب بقوله : ( أنا ابن رجل غريب ، عماليقي . فقال له داود : كيف لم تخف أن تمد يدك لتهلك مسيح الرب ؟ ) لقد أوقع الرب شاول في يد داود مرتين ، ولما ألح عليه رجاله أن يقتله رفض أن يرفع يده ضد ذلك الذي قد قدس بأمر الله ليحكم على إسرائيل . ولكن ذلك العماليقي لم يخف بل افتخر قائلا أنه قد قتل ملك إسرائيل ، فاتهم نفسه بجريمة جزائها الموت ، وقد نفذ فيه حكم الموت في الحال ، إذ قال داود : ( دمك على رأسك لأن فمك شهد عليك قائلا : أنا قتلت مسيح الرب ) . AA 626.2
كان داود مخلصا في حزنه العميق على موت شاول فبرهن بذلك على كرم أخلاقه ونبل طبيعته ، إذ لم يفرح بسقوط عدوه . لقد زالت العقبة التي عاقته عن إعلاء عرش إسرائيل ولكنه لم يفرح بذلك ، بل محا الموت ذكرى شكوك شاول وقسوته ، وها هو الآن لا يذكر من تاريخه إلا كل ما هو نبيل وخليق بالملوك ، كما كان اسم شاول مرتبطا بيوناثان الذي كانت صداقته حقيقية ولا أثر فيها للأنانية . AA 626.3
إن ذلك النشيد الذي فيه عبر داود عن مشاعر قلبه صار ذخرا للأمة ولشعب الله في الأجيال المتعاقبة وهو يقول : ( الظبي يا إسرائيل مقتول على شوامخك . كيف سقط الجبابرة ، لا تخبروا في جت . لا تبشروا في أسواق أشقلون لئلا تفرح بنات الفلسطينيين ، لئلا تشمت بنات الغلف . يا جبال جلبوع لا يكن ظل ولا مطرعليكن ، ولا حقول تقدمات ، لأنه هناك طرح مجن الجبابرة ، مجن شاول بلا مسح بالدهن ... شاول ويونثان المحبوبان والحلوان في حياتهما لم يفترقا في موتهما . أخف من النسور وأشد من الأسود . يا بنات إسرائيل ، ابكين شاول الذي ألبسكن قرمزا بالتنعم ، وجعل حلي الذهب على ملابسكن . كيف سقط الجبابرة في وسط الحرب ! يوناثان على شوامخك مقتول . قد تضايقت عليك يا أخي يوناثان . كنت حلوا لي جدا . محبتك لي أعجب من محبة النساء . كيف سقط الجبابرة وبادت آلات الحرب ! ) (2 صموئيل 1 : 19 — 27) . AA 626.4
* * * * *