يا للإعلانات والرؤى التي ستنكشف في يوم الدينونة (الحساب)! إن العديد ممن أطلقوا على أنفسهم مسيحيين سيجدون أنهم لم يكونوا عبيدًا لله، بل عبيدًا لأنفسهم، إذ أنهم كانوا متمركزين حول أنفسهم، وكرّسوا حياتهم بأكملها لخدمة الذات، وهم بعيشهم لأنفسهم ورغبتهم في إشباع شهواتهم والحصول على كل ما في وسعهم أن يحصلوا عليه، لا يشتغلون بل يشلّون القدرات والقوى التي أوكلها الله إليهم. وهم لا يتعاملون بأمانة وإخلاص مع الله، وحياتهم عبارة عن شبكة طويلة من السلب، وهم الآن يتذمّرون على الله وعلى إخوانهم من البشر، لأنهم لم يحظوا بالتقدير والامتداح الذي كانوا يتوقعون الحصول عليه، إلا أن عدم أمانتهم وإخلاصهم ستنكشف في ذلك اليوم عندما توضع قضايا الجميع في ميزان الحساب وينطق الربّ بحكمه. فهو سيعود ويميّز «بَيْنَ الصِّدِّيقِ وَالشِّرِّيرِ، بَيْنَ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَمَنْ لاَ يَعْبُدُهُ» (ملاخي ٣: ١٨). CSAr 128.1
وفي ذلك اليوم سيُصاب أولئك الذين يظنون أن الله سيقبل التقدمات الضئيلة والخدمة غير المقدّمة طوعًا واختيارًا، بخيبة أمل، فالله لن يضع ختمه على عمل أي إنسان، عاليًا كان أو وضيعًا، فقيرًا كان أو غنيًا، إلا إذا عُمِل بطيب خاطر وبأمانة وبعينٍ تبغي مجده، أما الذين انضموا لعائلة الله على هذه الأرض، وجاهدوا لإكرام اسمه، فهم قد حصلوا على اختبارٍ سيجعلهم ملوكًا وكهنة لله؛ وسيتم قبولهم كوكلاء وعبيد أمناء. ولهؤلاء ستوّجه الكلمات: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! ... اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى ٢٥: ٢١). — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٥ يناير (كانون الثاني) ١٨٩٧. CSAr 128.2