Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
قِصَّة الفداء - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الابن الموعود

    بعد ولادة إسحق فرح إبراهيم وسارة فرحًا عظيمًا، وهذا ما أثار غيرة هاجر الشديدة. كان إسماعيل قد تعلَّم مِن والدته بأنَّ الله سيباركه باعتبار أنَّه ابن إبراهيم وأنَّه سيرث ما وُعِد به. شارك إسماعيل أمَّه في مشاعرها وكان غاضبًا بسبب الفرح الذي ساد عند ولادة إسحق. لقد احتقر إسحقَ لاعتقادِه بأنَّه مُفضَّل عنه وهو قد وُلِد قبل إسحق. رأت سارة تصرُّفات إسماعيل تجاه ابنها إسحق وتأثَّرت جدًّا. كما أخبرت إبراهيم عن عدم الاحترام الذي أظهره إسماعيل نحوها ونحو ابنها إسحق، وقالت له: «اطْرُدْ هذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّ ابْنَ هذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ» (تكوين ٢١: ١٠).SRAr 79.1

    تضايق إبراهيم أشدَّ ضيق، فإسماعيل كان ابنه المحبوب، فكيف يطرده بعيدًا عنه؟ وفي حيرته صلَّى إلى الله، لأنَّه لم يعلم أيَّ سبيل يسلك. أبلغ الربُّ إبراهيم، بواسطة ملاكه، أنْ يستمع إلى صوت سارة زوجته، وألَّا يسمح لحبِّه لابنه أو لهاجر أنْ يمنعه مِن الإذعان لرغباتها، وذلك لأنَّ هذا كان السبيل الوحيد الذي يُمكِن أنْ يسلكه ليُعيد الوفاق والانسجام والسعادة مرَّة أخرى إلى عائلته. قدَّم الملاك لإبراهيم وعدًا معزِّيًا بأنَّ إسماعيل لن يموت ولن يتركه الله على الرغم مِن انفصاله عن بيت أبيه، بل سيُحفَظ لأنَّه ابن إبراهيم. لقد وعد الله أيضًا بأنْ يجعل مِن إسماعيل أمَّة عظيمة. SRAr 79.2

    كان إبراهيم رجلًا ذا خلق نبيل، وكان محبّا للخير. وهذا ما ظهر في توسُّله المُخلِص مِن أجل شعب سدوم. لقد عانت روحه القويَّة كثيرًا. وانحنى تحت تأثير الحُزن، وتأثَّرت مشاعره الأبويَّة بِعُمق وهو يطرد هاجر وابنه إسماعيل ليصيرا غريبيَن هائمَين في أرض غريبة.SRAr 80.1

    لو أنَّ الله كان قد أقرَّ تعدُّد الزوجات، لما كان سيُوجِّه إبراهيم ليطرد هاجر وابنها بعيدًا. وهو في هذا يُعلِّم الجميع درسًا، وهو أنَّه ينبغي الحِرص على حقوق العلاقة الزوجيَّة وسعادتها مهما كانت التضحية عظيمة. كانت سارة هي زوجة إبراهيم الأولى والحقيقيَّة. وكانت مُستحِقَّة لحقوقها كأمّ وزوجة، وهي حقوق لم يكن ليستحقَّها أحد آخر في العائلة. وهي كانت تُكرِم زوجها وتحترمه، وتدعوه سيِّدها، ولكنَّها كانت تغار خوفًا مِن أنْ يُقاسِم إبراهيم حُبَّه لها مع هاجر. لم يوبِّخ الله سارة على المسلك الذي اتَّخذته، لكنَّ الملاك أنَّب إبراهيم على عَدَم الثقة في قدرة الله، وهذا ما قاده لأنْ يأخذ هاجر زوجةً له وأنْ يعتقد أنَّه من خِلالها سيتحقَّق الوعد.SRAr 80.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents