Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
قِصَّة الفداء - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الرجوع إلى كنعان

    أخذ يعقوب عائلته وكلَّ ما كان له، في غياب لابان، ورحلوا عن لابان. وبعد أنْ تابع سيره لمدَّة ثلاثة أيَّام، عَلِمَ لابان برحيلهم، فغضب غضبًا شديدًا وأسرع ليلحق بهم وهو مُصمِّمٌ على أنْ يعيده إليه بالقوَّة. لكنَّ الربَّ ترأّف بيعقوب، وإذ كان لابان على وشك أنْ يلحق به، أعطى الربُّ لابان حلمًا وقال له فيه ألَّا يتكلَّم مع يعقوب لا بخير أو بِشَرّ. وهذا معناه أنَّه لا ينبغي عليه أنْ يُرغمه على العودة إليه، أو أنْ يحثَّه بالإغراء أو الإقناع.SRAr 91.1

    وعندما لَحِقَ لابان بيعقوب، سأله لماذا هَرَبَ خِفْيَة وسرق بناته كسبايا بحدِّ السيف. فقال لابان ليعقوب: «فِي قُدْرَةِ يَدِي أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ شَرًّا، وَلكِنْ إِلهُ أَبِيكُمْ كَلَّمَنِيَ الْبَارِحَةَ قَائِلاً: احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرّ» (تكوين ٣١: ٢٩). كرَّر يعقوب على مسامع لابان المنهج الذي سلكه لابان معه والذي تجلَّت فيه الأنانيَّة والطمع، وكيف أنَّ لابان كان يسعى فقط لمصلحته الشخصيَّة. ناشد يعقول لابان أنْ يعترف بأمانته واستقامته حين كان عنده، وقال: «فَرِيسَةً لَمْ أُحْضِرْ إِلَيْكَ. أَنَا كُنْتُ أَخْسَرُهَا. مِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهَا. مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ. كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ» (تكوين ٣١: ٣٩ـ٤٠).SRAr 91.2

    وقال يعقوب أيضًا: «اَلآنَ لِي عِشْرُونَ سَنَةً فِي بَيْتِكَ. خَدَمْتُكَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ سَنَةً بَابْنَتَيْكَ، وَسِتَّ سِنِينٍ بِغَنَمِكَ. وَقَدْ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ. لَوْلاَ أَنَّ إِلهَ أَبِي إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَهَيْبَةَ إِسْحَاقَ كَانَ مَعِي، لَكُنْتَ الآنَ قَدْ صَرَفْتَنِي فَارِغًا. مَشَقَّتِي وَتَعَبَ يَدَيَّ قَدْ نَظَرَ اللهُ، فَوَبَّخَكَ الْبَارِحَةَ» (تكوين ٣١: ٤١-٤٢). SRAr 91.3

    أكَّد لابان ليعقوب أنَّه يهتمُّ لحال ابنتيه وأبنائهما، ولا يمكن أن يُسبِّب لهم ضررًا. كما اقترح أنْ يُقيم عهدًا مع يعقوب. وقال لابان: «‹فَالآنَ هَلُمَّ نَقْطَعْ عَهْدًا أَنَا وَأَنْتَ، فَيَكُونُ شَاهِدًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ›. فَأَخَذَ يَعْقُوبُ حَجَرًا وَأَوْقَفَهُ عَمُودًا، وَقَالَ يَعْقُوبُ لإِخْوَتِهِ: ‹الْتَقِطُوا حِجَارَةً›. فَأَخَذُوا حِجَارَةً وَعَمِلُوا رُجْمَةً وَأَكَلُوا هُنَاكَ عَلَى الرُّجْمَةِ» (تكوين ٣١: ٤٤-٤٦).SRAr 92.1

    وقال لابان: «لِيُرَاقِبِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِينَمَا نَتَوَارَى بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ. إِنَّكَ لاَ تُذِلُّ بَنَاتِي، وَلاَ تَأْخُذُ نِسَاءً عَلَى بَنَاتِي. لَيْسَ إِنْسَانٌ مَعَنَا. اُنْظُرْ، اَللهُ شَاهِدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ» (تكوين ٣١: ٤٩-٥٠).SRAr 92.2

    تعهَّد يعقوب أمام الربِّ بأنَّه لن يتزوَّج بنساء أخريات. «وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: ‹هُوَذَا هذِهِ الرُّجْمَةُ، وَهُوَذَا الْعَمُودُ الَّذِي وَضَعْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. شَاهِدَةٌ هذِهِ الرُّجْمَةُ وَشَاهِدٌ الْعَمُودُ أَنِّي لاَ أَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ إِلَيْكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ وَهذَا الْعَمُودَ إِلَيَّ لِلشَّرِّ. إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَآلِهَةُ نَاحُورَ، آلِهَةُ أَبِيهِمَا، يَقْضُونَ بَيْنَنَا›. وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ» (تكوين ٣١: ٥١-٥٣).SRAr 92.3

    وإذ مضى يعقوب في طريقه، لاقته ملائكة الله. وقال يعقوب إذ رآهم: «هذَا جَيْشُ اللهِ!” (تكوين ٣٢: ٢). لقد رأى ملائكةَ الله في حلم وقد خيَّموا حوله. أرسل يعقوب رسالة سلميَّة يسترضي فيها أخاه عيسو. «فَرَجَعَ الرُّسُلُ إِلَى يَعْقُوبَ قَائِلِينَ: ‹أَتَيْنَا إِلَى أَخِيكَ، إِلَى عِيسُو، وَهُوَ أَيْضًا قَادِمٌ لِلِقَائِكَ، وَأَرْبَعُ مِئَةِ رَجُل مَعَهُ›. فَخَافَ يَعْقُوبُ جِدًّا وَضَاقَ بِهِ الأَمْرُ، فَقَسَمَ الْقَوْمَ الَّذِينَ مَعَهُ وَالْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَالْجِمَالَ إِلَى جَيْشَيْنِ. وَقَالَ: ‹إِنْ جَاءَ عِيسُو إِلَى الْجَيْشِ الْوَاحِدِ وَضَرَبَهُ، يَكُونُ الْجَيْشُ الْبَاقِي نَاجِيًا›” (تكوين ٣٢: ٦-٨). SRAr 92.4

    «وَقَالَ يَعْقُوبُ: ‹يَا إِلهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلهَ أَبِي إِسْحَاقَ، الرَّبَّ الَّذِي قَالَ لِيَ: ارْجعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ. صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ. فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأردنّ، وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ. نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي، مِنْ يَدِ عِيسُوَ، لأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَضْرِبَنِي الأُمَّ مَعَ الْبَنِينَ. وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُعَدُّ لِلْكَثْرَةِ›” (تكوين ٣٢: ٩-١٢). SRAr 93.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents