نصيحة لأحد الكارزين بالمطبوعات
لقد أوضحت في خطابك أنك تشكو من نير الديون، ولكن لا يوجد مبرر لوجود ديون عليك ... فشعورك بالحرية في استدانة المال وعدم وجود السبب الذي يفترض أنك ستتمكن من الإيفاء بالمبلغ المُستدان، يعد ظلمًا عظيمًا للآخرين، ويسلبهم من كل ما لديهم، كما أنك تجلب اللوم والتعيير على عمل الربّ. ولو كنت مدركًا لما تفعله وأنت تفعله، لتوقفت ورأيت مدى بشاعة سلب الناس، المؤمنين منهم وغير المؤمنين، وتعريضهم لضيق الحال من أجل تلبية احتياجاتك الحالية. CSAr 256.3
حالتك هذه، أيها الأخ، ليست مسألة صغيرة. ففي المسلك الذي انتهجته، ستترك تأثيرًا هادمًا على الموزّعين الآخرين، يصعب عليك طمسه. وستغلق الباب في وجه أناس آخرين يريدون الانخراط في عمل التوزيع والكرازة بالمطبوعات ويقومون بتأدية هذا العمل بأمانة وإخلاص، لأنه سيتم النظر إليهم على أنهم غير جديرين بالثقة. وبسبب المسلك الخاطئ الذي انتهجه بعض الموزّعين، فأولئك الذين يحتاجون إلى الدعم والتشجيع ومنح الثقة، لن يجرؤوا على المغامرة أو الشروع في العمل. وبسبب الاختبار الذي مروا به وتعرُّض الخزانة لخسارة مئات الجنيهات، فلماذا يخشون من سحب ثقتهم من الأشخاص الذين يقومون بأخذ الأموال من الخزانة ويتركوهم بدون الأموال والوسائل التي يحتاجون إليها بشدة لتدبير احتياجات عمل الربّ لهذا الزمان؟ — الخطاب رقم ٣٦، سنة ١٨٩٧.CSAr 257.1