الارتباط برُبُط من العطف
إن قصد الله هو أن يرتبط الأغنياء والفقراء معًا برُبُط وثيقة من العطف والعون. فهو لديه خطة لكل واحدٍ منا، وقد عيّن عملاً لكل الذين يخدمونه. وهو يحثنا أن نولي اهتمامًا خاصًا بكل الحالات التي تعاني من الألم والاحتياج التي نتعرّف عليها.CSAr 161.2
كان ربنا يسوع المسيح غنيًا، إلا أنه من أجلنا افتقر لكي نستغني نحن بفقره. وهو يطلب من كل الذين عهد إليهم بالبركات الوقتية أن يتبعوا مثاله. وقد صرّح الرب يسوع بالقول: «لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْرًا» (مرقس ١٤: ٧). إن الفقر والشقاء المنتشر في العالم يستعطفان ويتوسلان إلى قلوب بني البشر، وقد أعلن المخلّص أن الخدمة المقدّمة للنفوس المكسورة والأرواح المتألمة هي أكثر خدمة تفرحه وتسرّه. فيقول: «أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ CSAr 161.3
إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ» (إشعياء ٥٨: ٧). فيجب علينا أن نخدم المرضى، وأن نُطعِم الجائعين، وأن نكسي العراة، وأن نعلّم الجاهلين.CSAr 162.1
يوجد كثيرون يشتكون من الله لأن العالم مليء جدًا بالفقر والحرمان والألم، لكن الربّ هو إله رحمة وإحسان، ويستخدم وكلائه وممثليه، الذين أوكل إليهم نِعَمه وموارده، لتدبير كافة احتياجات خلائقه، كما أنه قدّم إمدادات وفيرة لتلبية احتياجات الجميع. وإذا حرص الناس على عدم إهدار عطاياه ولم يحتفظوا بها أو يمنعوها عن إخوتهم من البشر، فلن يحتاج أحدٌ أن يعاني من الفقر أو الاحتياج. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٢٠ يُونْية (حزيران) ١٨٩٣.CSAr 162.2