لا تفسدوا هيكل الله
إن عمل الشيطان الخاص في هذه اليام هو أن يمتلك عقول الشبيبة ليفسد أفكارهم ويلهب شهواتهم, لعلمه أنه بعمله هذا يقدر أن يقودهم إلى إتيان أعمال نجسة, وبذلك تنحط قوى العقل السامية جميعها, فيتمكن من السيطرة عليهم ليرضوا مقاصده.CCA 538.1
إن نفسي لتنوح على الشبيبة الذين يشكلون صفاتهم في هذا الجيل المنحط, وإني لأرتعد لأجل والديهم أيضا, إذ قد أظهر لي أنهم, بصورة عامة, لا يفهمون إلتزامهم التي توجب عليهم أن يعلموا أولادهم الطريق الذي فيه يسلكون. يذهبون وراء العادة والزي, وسرعان ما يتعلم الأولاد أن ينقادوا لها, فيفسدون, بينما يكون الوالدون أنفسهم نخدرين وغافليت عما يتهددهم من خطر, ولكن قليلين من الشبيبة هم متحررون من العادات الفاسدة. والشبيبة يعفون إلى حد كبير من الأعمال الجسمانية, مخافة أن يبهظهم العمل, ويحمل الوالدون من الأعباء ما ينبغي أن يحمله الأولاد.CCA 538.2
الإجهاد في العمل أمر رديء, غير أن عواقب الكسل يجب أن يخشى شرها بالأكثر, لأن الكسل يفضي إلى الإنهماك في العادات الفاسدة. أما الشغل فلا يحدث في المرء من الإعياء والإبهاظ خمس ما تحدثه عادة الإستمناء الوبيلة ( العادة السرية ), أما إذا كان العمل البسيط المنظم جيدا يبهظ أولادكم فكونوا على يقين أيها الوالدون من أن شيئا أخر غير عملهم هو الذي يوهن أجسامهم ويخلق لهم حالة من الإعياء المستمر. اسندوا أولادكم أعمالا جسمانية, تلك التي تروض أعصابهم وعضلاتهم. ان الإعياء الذي يرافق أعمالا كهذه يقلل من ميلهم إلى الإنغماس في العادات الوبيلة.CCA 539.1
إجتنبوا قراءة ورؤية ما يوحي الأفكار النجسة. نموا القوى الروحية والعقلية. CCA 539.2
إن الله يطلب منكم أن تضبطوا لا أفكاركم فحسب, بل لأيضا أحاسيسكم وعواطفكم, وإن خلاصكم يتوقف على تتحكم في أنفسهم حيال هذه الأمور. الإحساس والعاطفة عاملان قويان, فإذا أسيء استعمالهما, إذا وجهتهما دوافع خاطئة, إذا وضعا في غير محلهما, فهما قويان لهلاككم وترككم حطاما, بلا إله وبلا رجاء. CCA 539.3
إذا كنتم تغرقون في التصورات الباطلة, وتسمحون لعقلكم بأن يطيل التأمل في أمور دنسة, فأنتم, إلى حد ما, مذنبون أمام الله كما لو كانت أفكاركم هذه قد نفذت فعليا, ذلك لأن انعدام الفرصة لتنفيذها هو المانع من ذلك. ان أحلام اليقظة في المهار والليل هو أمور ردئية وعادات بالغة الخطورة جدا, التي إذا تأسست أصبح تخلص المرء منها أو توجيه أفكاره إلى المواضيع الطاهرة المقدسة السامية أمرين يكادان أن يكونا من المستحيلات. فإذا أردتم أن تضبطوا عقولكم, وتمنعوا الأفكار الباطلة الفاسدة من تلطيخ نفوسكم, عليكم أن تكونوا رقباء أمناء على عيونكم ومسامعكم وكل حواسكم. ان قوة النعمة في وحدها تقدر أن تكمل هذا العمل الذي هو شائق إلى أبعد حد. CCA 539.4
الإفراط في الدراسة بإزادته تدفق الدم إلى الدماغ يخلق هيجانا وبيلا يؤدي إلى اضعاف قوة ضبط النفس, وكثيرا ما يمكن الدوافع والنزوات من السيطرة, وهكذا يفتح الباب للنجاسة. فاساءة استعمال القوى الجسدية أو عدم استعمالها هما المسؤولان إلى حد كبير عن وجود تيار الفساد الذي يغمر العالم. ان ” الكبرياء والشبع من الخبز وسلام الإطمئنان “ لا تزال أعداء مهلكين للتقدم البشري في هذا الجيل كما كانت حين أدت إلى تدمير سدوم.CCA 540.1
إن الإنغماس في أحط الشهوات سيقود الكثيرين إلى إغماض عيونهم خشية أن يروا خطايا لا يرغبون في هجرها. فيمقدورهم جميعا أن يروا لو هم شاءوا. فإن إختاروا الظلمة على النور لم يقل إجرامهم عما يمكن أن يكون عليه فيما لو شاءوا أن يروا.CCA 540.2
الموت , لا العار أو تعدي ناموس الله, هو ما ينبغي أن يكون شعار كل مسيحي. ونحن كشعب يدعون انفسهم مصلحين ومستأمنين على مباديء كلمة الله المنقية التي هي جليلة ومهيبة إلى أبعد حد, علينا أن نرفع القياس أعلى جدا مما هو عليه الآن. يجب معالجة أمر الخطية والخطاة في الكنيسة على الفور حتى لا يتلوث أخرون. ان الحق والطهارة يستدعيان منا المزيد من العمل المدقق لتطهير المحلة من أمثال عخان. على المسؤولين في الكنيسة ألا يسكتوا عن وجود الخطية في أخ ما. افهموه أن عليه أما أن يترك خطاياه وإما أن يفصل من الكنيسة. CCA 541.1
يمكن أن تكون للشبيبة مباديء هي من الرسوخ بحيث لا تقوى أعنف التجارب على الإنحراف بهم عن سواء السبيل. كان صموئيل صبيا محاطا بشر التأثيرات المفسدة, وقد رأى وسمع أمورا أحزنت نفسه, فإن ابني عالي اللذين شغلا وظيفة مقدسة كانا تحت سلطة الشيطان, وقد لوثا كل الجو المحيط بهما. وكان الناس, من رجال ونساء, مأخوذين دوما بالخطية والخطأ, بيد أن صموئيل ظل طاهرا غير ملوث. صفاته كانت بلا لطخة, إذ ام تكن له شركة أو أقل مسرة بالخطايا التي ملأت كل إسرائيل بالأخبار المخفية, لقد أحب صموئيل الله, وأبقى نفسه على اتصال وثيق بالسماء بحيث أن ملاكا قد أرسل ليخاطبه بشأن خطايا ابني عالي التي أفسدت إسرائيل. CCA 541.2