عمل الضلال
عمل الشيطان الخداعي
رأيت ملائكة أشرارا يتنافوسن سعيا للظفر بالنفوس وملائكة الله يقاومونهم, وكان الصراع عنيفا. كان الملائكة الأشرار يفسدون الجو بتأثيرهم المسم, وسحتشدون حول هذه النفوس ليخدروا أحاسيسها, بينما كان الملائكة القديسون مرتقبون ومنتظرين بشوق ليردوا جند الشيطان على أعقابهم. غير أنه ليس من شأن الملائكة الأطهار أن يسيطروا على عقول الناس ضد إرادتهم, فإذا هم استلموا للعدو ولم يبذلوا جهدا في مقاومته, فكل ما يقدر ملائكته الله على فعله لا يعدو إيقاف جند الشيطان عن الإهلاك, حتى يصبح بالإمكان إعطاء المهددين بالخطر نورا أعظم ليحركهم ويثيرهم إلى الإستعانة بالسماء. أن يسوع لا يأمر ملائكته بإنقاذ الذين لا يبذلون جهدا لمساعدة انفسهم.CCA 653.1
إذ رأي الشيطان أنه مهدد بفقدان نفس ما, فهو يسعى جهد طاقته, للإحتفاظ بتلك النفس الواحدة, وحين يشعر الفرد بالخطر المحدق به ويتوجه إلى يسوع في كرب وحرارة طالبا القوة, يخشى الشيطان أن يخسر أسيرا, فيطلب مددا من ملائكته ليحجزوا ذلك الفرد المسكين ويحيطوه بسور من الظلمة ليمنعوا نور السماء من الوصول إليه. ولكن إذا ثابر الشخص المهدد بالخطر على جهاده, وفي عجزه ألقى بنفسه على استحقاقات دم المسيح فإن مخلصنا يستمع لصلاة الإيمان الحارة, ويرسل مددا من الملائكة الفائقين قوة لينقذوه.CCA 653.2
إن الشيطان لا يحتمل أن يرى عدوه القوي موضعا للإستعانة, فهو يخاف ويرتعد أمام ثدرته وجلاله. إن جند الشيطان جميعهم يرتعدون عند سماعهم صوت الصلاة الحارة, والشيطان لا ينفك يستدعي جيوشا من الملائكة الأشرار ليحقق غرضه, وحين ياتي الملائكة الفائقون قوة المتقلدون سلاح السماء لمساعدة النفس الخائرة المطاردة ينهزم الشيطان وجميع جنده, عالمين يقينا أنهم قد خسروا المعركة. إن رعايا الشيطان المتطوعين هم أمناء له وناشطون ومتحدون في غرض واحد. وهم لئن كانوا يبغضون بعضهم بعضا ويحاربون واحدهم الآخر إلا أنهم يغتنمون كل فرصة لإنجاح مصلحتهم المشتركة. غير أن القائد الأعظم في السماء وعلى الأرض وضع حدودا لقوة الشيطان. CCA 654.1