التأثيرات المضللة
إن الذين يصطنعون التأدب و التدين لا يترددون في الالتئام معاً طلباً للمسرات و التسليات، و يسري تأثيرهم إلى الآخرين فيجذبهم إليهم. أحياناً تجد أن الشبان و الفتيات الذين يسعون ليبنوا اختبارهم الدنيوي على أساس كلمة الله يدفعون إلى الانضمام إلى هذه الحلقة. و رغبة منهم في ألا يعتبرهم الغير أن بهم شذوذاً و ميلاً فطرياً إلى التمثل بالآخرين يذعنون لتأثيرات أشخاص قد لا يكونون اختبروا الحياة الروحية إطلاقاً. فلو أنهم سعوا بروح الصلاة لاستفاء المشورة من كلمة الله ليعرفوا ما قاله المسيح بشأن الثمار التي تحملها الشجرة المسيحية لأدركوا أن هذه الحفلات قد أعدت بالفعل لتصد النفوس عن قبول الدعوة إلى عشاء عرس الخروف.SM 408.3
و يجدث أحياناً للشبيبة الذين تعلموا جيداً طريق الرب أنهم بإكثارهم من التردد إلى أماكن اللهو و ينساقون بفعل جاذبية و سحر التأثير البشري إلى الارتباط بأناس اتّسمت تربيتهم و ثقافتهم بطابع دنيوي، و إذ يوحدون أنفسهم مع أشخاص تعوزهم زينة الروح المسيحية فهم بذلك إنما يزجون بأنفسهم في عبودية تدوم مدى الحياة. أما الذي يخافون الله و يخدمونه بالحق، فهؤلاء لا ينحطون إلى مستوى العالم باختيارهم صحبة قوم لم يجلسوا المسيح على عرش قلوبهم، بل يقفون للمسيح غير هيابين، حتى لو اقتضاهم ذلك إنكار النفس، بل التضحية بها.SM 409.1