ايمان الشهداء

كان ايمان الشهداء موازن ا ومساويا لغضب مضطهديهم وحنقهم . ففضلا عن الرجال ابدت النساء الرقيقات الضعيفات والعذارى الشابات شجاعة ثابتة ونادرة. ”كانت الزوجة تقف الى جوار زوجها وهو يحترق بالنار، وفيما كان يقاسي العذابات كانت زوجه تهمس له بكلام العزاء او ترنم له مزمورا لتسري عنه“. ”وكانت العذارى الشابات يرقدن في قبورهن وهن على قيد الحياة كما لو كن داخلات الى مخادع نومهن او يذهبن الى المشانق والنار وهن متسربلات بأبهى الحلل كما لو كن ذاهبات الى حفلة زفافهن“ (٢١٧).GC 268.2

وكما في عهد الوثنية عندما حاول الوثنيون ان يلا شوا الانجيل فكان دم المسيحيين هو البذار (٢١٨)، كذلك كان من نتائج الاضطهاد ان زاد عدد شهود الحق . فسنة بعد سنة كاد الملك يجن امام عزم الشعب الذي لا يقهر فظل ماضيا في اعمال القسوة، ولكن عبث ا. واما تحت حكم وليم اورانج النبيل فنجحت الثورة في تحقيق حرية العبادة في هولندة.GC 269.1

وفي جبال بيدمونت وسهول فرنسا وشواطئ هولندة كان تقدم الانجيل موسوما بدم تلاميذه . اما في الاقطار الشمالية فقد وجد قبولا ودخل دخولا سليما. فطلبة وتنبرج في عودتهم الى اوطانهم حملوا الايمان المصلح الى بلاد اسكندينافي ا. وقد ساعدت كتب لوثر ايضا بعد نشرها على تعميم النور . وابتعد اهل الشمال البسطاء الجريئون عن المفاسد والفخفخة والخرافات التي هي من صنع روما، ورحبوا بطهارة حقائق الكتاب المقدس المانحة الحياة وبساطتها.GC 269.2