Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
الصراع العظيم - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    وحده مع الله

    فبعدما أجاز يعقوب عائلته بعيدا حتى لا يشهدوا كربه بقي وحده ليتشفع امام الله . انه يعترف بخطيئ ته، وبكل شكر يعترف برحمة الله نحوه، بينما هو بكل تذلل يطالب بعهد الله مع آبائه ووعوده له هو بالذات في ليلة الرؤيا التي رآها في بيت ايل وفي ارض غربته . وقد حلت ساعة الازمة في حياته . فكل شيء معرض للخطر . ففي الظلمة والوحدة يظل مصلي ا متذللا أمام الله . وفجأة توضع يد على كتفه . فيظن ان عدوا ينوي اغتياله وبكل قوته اليائسة يصارع مهاجمه. وعندما يطلع الفجر يستخدم ذلك الغريب قوته التي تفوق قوة البشر. ويبدو ان قبضته شلت قوى الرجل القوي يعقوب الذي يسقط عاجزا باكيا متوسلا على عنق خصمه الغامض ويعرف حينئذ ان ذاك الذي كان في صراع معه انما هو ملاك العهد . ومع انه كان عاجزا ويحس بأقسى الآلام فانه لا يتراجع ولا يتنحَّى عن غرضه . وقد طال تحمله للحيرة والندامة والضيق لاجل خطيئته، أما الآن فلا بد له من الحصول على يقين الغفران. ويبدو على الزائر الالهي انه موشك ان يرحل لكن يعقوب يتعلق به متوسلا في طلب البركة. قال له ملاك العهد: ”اطلقني لانه قد طلع الفجر“، لكنّ ذلك الشيخ يصرخ قائلا: ”لا أطلقك ان لم تباركني“ أيُّ ثقة هذه وأي ثبات ومواظبة نراها ممثلة أمامنا ! فلو كان هذا ادعاء وقحا فخورا لكان يعقوب قد هلك في الحال، لكنّ يقينه كان يقين انسان يعترف بضعفه وعدم استحقاقه ومع ذلك يثق برحمة الله، حافظ العهد.GC 668.1

    ”جاهد مع الملاك وغلب“ (هوشع ١٢ : ٤). فبواسطة التذلل والتوبة وتسليم الذات انتصر هذا الانسان الفاني المذنب الخاطئ في جهاده مع جلال السماء . بيده المرتعشة تمسك بمواعيد الله فلم يستطع قلب المحبة غير المحدودة ان يصد توسل هذا الانسان الخاطئ . وكبرهان على انتصاره وتشجيعا للآخرين على التمثل به تغير اسمه الذي كان يذكر بخطيئته واستبدل باسم صار تذكارا لانتصاره . وحقيقة كون يعقوب قد انتصر في جهاده مع الله كان ضمانا لانتصاره مع الناس فما عاد يخشى مواجهة غضب اخيه لان الرب كان حصنه.GC 668.2

    لقد اشتكى الشيطان على يعقوب امام ملائكة الله مدعيا لنفسه الحق في اهلاكه بسبب خطيئته . وقد حرَّض ع يسو على التقدم لمحاربته، وفي اثناء تلك الليلة التي قضاها ذلك الرجل الشيخ في المصارعة والمجاهدة حاول الشيطان ان يهاجمه بالشعور بذنبه لكي يجعله يخور ويفلت يده من التشبث بالله . وكاد يعقوب يسقط في اليأس ولكنه علم انه إن لم يح صل على معونة سماوية فهو لا محالة هالك . لقد اعترف بخطيئته العظيمة بكل اخلاص وتوسل في طلب رحمة الله . ولم يرد ان يتحول عن غرضه بل تمسك بالملاك بكل قوته وقدم طلبته بصرخات الألم الحارة والعذاب النفسي الى ان غلب.GC 669.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents