Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
الصراع العظيم - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل الرابع — الولدنسيون

    في وسط الظلام الدامس الذي جثم على الأرض في أثناء الفترة الطويلة التي كانت السيادة فيها للبابوات لم يكن ممكنا ان ينطفئ نور الحق تمام ا. فلقد كان لله شهود في كل عصر — رجال اعتنقوا الايمان بالمسيح كالوسيط الوحيد بين الله والناس . وتمسكوا بالكتاب المقدس كالقانون الوحيد للحياة، وكانوا يقدسون السبت الحقيقي . ولن تعرف شعوب الأجيال القادمة عظم الدَّين الكبير الذي في اعناقهم تجاه اسلافهم المجاهدين . لقد وُصموا بالهرطقة وكُذِّبت نواياهم وبواعثهم وصودرت كتاباتهم أو احرقت وعاب الاعداء اخلاقهم، ومع ذلك فقد ظلوا راسخين كالطود . ومن جيل الى جيل ظلوا محتفظين بايمانهم في نقاوته كميراث مقدس للأجيال اللاحقة.GC 68.1

    ان تاريخ شعب الله في العصور المظلمة التي بدأت منذ صارت السيادة لروما هو سجل حافل بالاحداث ومكتوب في السماء، وان كان أهل العالم لا يعطونه المكانة اللائقة به . وقليلة هي الآثار الدالة على وجودهم اللهم الا في اتهامات مضطهديهم . فلقد كانت سياسة روما تهدف الى محو كل آثار الانشقاق والخروج على عقائدها وقوانينها، فكل ما كانت تعتبره هرطقة عمدت الى ملاشاته سواء أكان مؤلفات أو أناس ا. فكلام الشك أو التساؤل في ما يختص بسلطة تعاليم البابا كان كفيلا بأن يضيِّع حق الانسان في الحياة سواء كان من الأغنياء أو الفقراء، العظماء أو الأدنياء . وعمدت روما أيضاً إلى إحراق كل الوثائق التي تثبت قسوتها على المنشقين عليها، فلقد اصدرت المجامع البابوية أوامرها بحرق مثل تلك السجلات . قبل اختراع المطابع كانت الكتب قليلة العدد ونادرة الوجود، وكانت ذات احجام كبيرة بحيث لم يسهل حفظها، ولهذا فلم يكن ما يمنع رجال كنيسة روما من تنفيذ اغراضهم.GC 68.2

    لم تُترك كنيسة ضمن حدود سيادة روما تنعم بحرية ضميرها من دون ازعاج. فما ان حصلت البابوية على السلطان حت ى مدت يديها لتسحق كل من رفضوا الاعتراف بسيادتها، وهكذا خضعت الكنائس لسلطانها الواحدة في أثر الاخرى.GC 69.1

    في بريطانيا العظمى كانت المسيحية البدائية قد جذّرت اصوله ا. فالانجيل الذي قبله البريطانيون في القرون الاولى لم يكن الارتداد الروماني قد افسده . وكانت الاضطهاد ات التي أثارها الاباطرة الوثنيون والتي امتدت حتى الى هذه السواحل النائية هي الهدية الوحيدة التي حصلت عليها الكنائس من عاصمة الامبراطورية. وكثيرون من المسيحيين الذين هربوا من الاضطهاد الواقع عليهم في انجلترا وجدوا لأنفسهم ملاذا في اسكوتلانده، ومن هناك انتقل الحق الى ايرلانده، وفي كل هذه الاقطار قبل الناس الحق بفرح.GC 69.2

    عندما غزا السكسون بريطانيا كانت الوثنية سائدة على البلاد . وقد استنكف الغزاة وترفعوا عن أن يتلقوا التعليم من ايدي عبيدهم، فأرغم المسيحيون على التراجع الى الجبال والقفار الموحشة، ومع ذلك فالنور الذ ي احتجب الى حين ظل مشتعلا . وبعد ذلك بقرن من الزمان كان ذلك النور يضيء في اسكوتلانده بلمعان عظيم امتد الى بلدان بعيدة . ومن ايرلانده أتى كولومبا التقي ومعاونوه الذين جمعوا حولهم المؤمنين المشتتين في جزيرة أيونا الموحشة وجعلوها مركز خدماتهم الكرازية . ووجد بين اولئك الكارزين رجل كان يحفظ السبت الكتابي، وهكذا قُدم هذا الحق الى الناس، فانشئت في أيونا مدرسة خرج منها المرسلون ليس الى اسكوتلانده وانجلترا وحدهما بل أيضا الى المانيا وسويسرا، وحتى الى ايطاليا نفسها.GC 69.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents