ظهور التعصب

قرابة هذ ا الوقت بدأ التعصب في الظهور . فبعض من قد اعترفوا بانهم مؤمنون بالرسالة وغيورون ومتحمسون لها رفضوا كلمة الله كالدليل المعصوم، واذ ادعوا انهم مسترشدون بالروح اسلموا انفسهم لسلطان مشاعرهم وانفعالاتهم وخيالاتهم. كان يوجد جماعة اظهروا غيرة متعصبة عمياء وشهروا بكل من لم يصادقوا على تصرفهم . ان آراءهم وأعمالهم الممتزجة بالتعصب لم تلاقِ عطفا من جانب أكثرية المجيئيين، ومع ذلك فقد كان من نتائجها ان ألحق العار بقضية الحق.GC 436.1

لقد كان الشيطان يحاول بهذه الوسيلة ان يقاوم عمل الله ويدمره . اهتاج الناس اذا رأوا حركة المجيء، واه تدى آلاف من الخطاة، وكرس الامناء انفسهم لعمل نشر الحق حتى في وقت التأخير . وكان سلطان الشر يخسر رعاياه، فلكي يجلب العار على عمل الله حاول ان يخدع بعض من اعترفوا بالايمان ليجعلهم يتجاوزون الحدود . حينئذ وقف اعوانه ليغتنموا فرصة مراقبة كل غلطة وكل اخفاق و كل عمل غير لائق فيشهروا به أمام الناس في نور مجسم مبالغ فيه الى اقصى حد ليجعل المجيئيين وعقيدتهم مكروهين وممقوتين . وهكذا بقدر وفرة من استطاع أن يحشدهم ليعترفوا بايمانهم بالمجيء الثاني فيما سلطانه مسيطر على قلوبهم، بقدر ذ لك ينال ميزة عظيمة من توجيه الالتفات اليهم على أنهم ممثلو هيئة المؤمنين جميعا.GC 436.2

ان الشيطان هو ”المشتكي على الاخوة“ وروحه هي التي توعز الى الناس بمراقبة اخطاء شعب الرب ونقائصهم ورفعها عالية لكي يراها الجميع، بينما أعمالهم الصالحة وحسناتهم تُغف ل ولا يذكرها أحد . وعندما يعمل الله على خلاص النفوس يكون هو دائما نشيطا ودائبا في العمل . فعندما جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب جاء الشيطان ايضا ليمثل في وسطهم . وفي كل انتعاش هو مستعد أن يدخل اولئك الناس غير المقدسين بقلوبهم وغير المتزنين بعقولهم . وعندما يقب ل هؤلاء بعض اجزاء الحق ومتى افسح لهم المجال بين المؤمنين فهو يعمل عن طريقهم بدس بعض النظريات التي تخدع غير اليقظين . وليس في المستطاع ان تبرهن على أن انسانا هو حقا مسيحي لمجرد وجوده بين جماعة من اولاد الله حتى ولو كان في بيت العبادة وأمام مائدة الرب المقدسة . والشيطان غالبا ما يكون هناك في أقدس المناسبات في اشخاص الذين يستخدمهم كأعوان له.GC 436.3