”من ثمارهم تعرفونهم“

هذه هي نتيجة عمل روح الله . ولا يوجد برهان على التوبة الحقيقية ما لم ينتج منها اصلاح . فاذا رد الخاطئ الوديعة وأرجع ما قد اغتصبه واعترف بخطاياه وأحب الله والناس يستطيع أن يتأكد من أنه وجد سلاماً مع الله . مثل هذه الآثار تبعت أوقات النهضات الدينية في السنين السالفة . واذ حكم عليها بثمارها عرف أن الله قد باركها في خلاص الناس ورفع شأن البشرية.GC 504.3

ولكن كثيراً من الانتعاشات التي حدثت في العصور الحديثة تختلف اختلافاً بيناً عن تلك التي ظهرت في الأيام القديمة وتبعت خلالها النعمة الالهية جهود عبيد الله . نعم، نحن لا ننكر أن اهتماما واسع النطاق قد أُثير، وكثيرون يعترفون أنهم قد تجددوا وان الاقبال عظيم على الكنائس، ومع كل ذلك فالنتائج لا تبرر الاعتقاد أن هذا الاهتمام رافقته زيادة ملائمة في مستوى الحياة الروحية الحقيقية. ان النور الذي يرتفع لهيبه الى حين سرعان ما ينطفئ تاركاً الظلمة أشد حلوكة مما كانت.GC 505.1

ان الانتعاشات المألوفة كثيرا ما تحدث بواسطة الالتجاء الى الخيال والأوهام واثارة الانفعالات وإشباع شوق الناس الى كل ما هو جديد ومفزع. والمتجددون بهذه الوسائل لا يرغبون كثيراً في الاصغاء الى حق الانجيل، وقلما يهتمون بشهادة الأنبياء أو الرسل . وما لم تكن الخدمة الدينية من النو ع العاطفي فهي لا تجذبهم . فالرسالة التي تستنجد بالعقل الرزين لا توقظ فيهم استجابة ولا تجد لديهم قبولا . وهم لا يكترثون لإنذارات كلمة الله الصريحة التي تتناول مباشرة مصالحهم الأبدية.GC 505.2