Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
خدمة الشفاء - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    «بذراعه يجمع الحملان»

    إن يسوع وهو يخدم في شوارع المدن تشق الأمهات أنفسهن الطريق في وسط الجمع وهن حاملات صغارهن المرضى والمحتضرين بين أذرعهم محاولات ان یصل الی مکان براهن منه .KS 19.1

    ها هن أولئك الأمهات الشابات الوجوه المراهقات واليأس يكاد يتسرب إلى قلوبهن ، ومع هذا فهم مصممات مثابرات. وفيما هن يحملن أعباء المهن يطلبن المخلص ، وإذ يصعدون الجمع المزدحم ليرجعن إلى الوراء فالمسيح يشق لنفسه الطريق إليهن خطوة فخطوة حتى يقف إلى جوارهم . فينبثق في قلوبهن نور الرجاء . و تنهمر من عيونها دموع الفرح عندما يلتفت إليهم وينظرون إلى عينيه الناطقين يحنو ومحبة شدیدین .KS 19.2

    فإذ يختار المخلص واحدة من تلك الجماعة يسترعي ثقتها بقوله لها: «ماذا أفعل لك؟» فتخيرها بحاجتها وصوتها مختنق بالبكاء قائلة: «يا معلم ليتك تشوفي طفلي» ، فيأخذ المسيح طفلها من على ذراعيها فرحه المرض عندما يلمسه. يختفي شحوب الموت يسري تيار القوة المانحة الحياة في عروق ذلك الطفل وتقوى عضلاته. ويخاطب السيد تلك الأم بكلام العزاء والسلام، ثم تتقدم أم أخرى في مثل حاله الأولى، حاجتها ملحة وتدعو إلى الإسراع . ومرة أخرى يستخدم المسيح قوته المانحة الحياة والجميع يقدمون آيات الحمد والإكرام لذلك الذي يصنع العجائب .KS 19.3

    إننا نتحدث كثيراً عن عظمة حياة المسيح. نتحدث عن العجائب التي أجراها والمعجزات التي صنعها، ولكن اهتمامه بالأمور التي تبدو صغيرة هو برهان أقوى علي عظمته.KS 19.4

    كان اليهود معتادين الإتيان بأولادهم إلى أحد المعلمين يضع يديه عليهم مباركاً إياهم ، ولكن التلاميذ ظنوا أن عمل المخلص أهم من أن يقاطع بهذه الكيفية. فعندما جاءته الأمهات طاليات أن يبارك أولادهن نظر التلاميذ إليهن باستياء، فقد ظنوا أن هؤلاء الأولاد أصغر من أن يستفيدوا من زيارتهم ليسوع و استنتجوا أنه يستاء من وجود هم. ولكن المسيح أدرك الهم والعبء الذين حملتهم الأمهات في تربية أولادهم بموجب كلمة الله. كان قد سمع نوسلاين ، وهو بنفسه الذي اجتذبه إلى حضرته .KS 19.5

    إن إحدى الأمهات تركت بيتها وذهبت مع والدها للبحث عن يسوع. وفيما كانت سائرة في طريقها أخبرت إحدى جاراتها بما عزمت على عمله فرغبت تلك الجارة في أن يبارك يسوع أولادها، وهكذا جاءت عدة أمهات معا يصطحبن أطفالهن . كان بعض أولئك الأولاد قد تخطوا دور الطفولة إلى مرحلة الصبا والشباب. وعندما أعربت أولئك الأمهات عن رغبتهن سمع يسوع بعطف طلبهن الخجول الدامع. ولكنه ينتظر ليرى كيف تعاملين التلاميذ. فلما رأى التلاميذ ويخون أولئك الأمهات ويطردونهم ظناً منهم أنهم بذلك يُسدون إليه معروفاً، أبان لهم خطأهم قائلاً: «دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله» (مرقس 10 : 14). ثم أخذ الأولاد بين ذراعيه ووضع يديه عليهم ومنحهم البركة التي جاءوا من أجلها .KS 19.6

    تعزت الأمهات وعُدن إلى بيوتهن وقد حصلن على قوة وبركة يفضل أقوال المسيح. وتشجعني على حمل أعبائها بفرح جديد وعلى خدمة صغارهن بأمل مشرق .KS 20.1

    ولو أمكن لنا اكتشاف الحياة المستقبلة لتلك الجماعة الصغيرة لرأينا أولئك الأمهات يستعدن إلى أذهان أولادهن مشهد ذلك اليوم ويرددن على أسماعهم كلمات المحبة التي نطق بها المخلص. وكنا نرى أيضاً بعد ذلك كم مرة حفظت ذكرى تلك الأقوال أولئك الأولاد من التوغل بعيداً عن الطريق المرسوم لمفدي الرب.KS 20.2

    إن المسيح لا يزال اليوم هو نفسه المخلص الرحيم كما كان عندما قال بين الناس . إنه بكل يقين معين الامهات اليوم كما كان عندما جمع الصغار إلى ذراعيه في اليهودية. إن أطفال بيوتنا هم مقتني دمه كما كان أولئك الأطفال منذ القديم.KS 20.3

    إن يسوع يعرف الحمل الذي ينقل قلب كل أم. فذاك الذي كانت له أم كافحت ضد الفقر والفاقة يعطف علي كل ام في تعبها وكفاحها. وذاك الذي سافر سفرا طويلاً لكي يخفف من لوعة قلب أم كنعانية جزعة سيفعل نفس ذلك العمل لأمهات اليوم . وذاك الذي أعاد إلى ارملة نايين ابنها. والذي وهو يعاني سكرات الموت على الصليب أوصى برعاية أمه، يتأثر اليوم بحزن الأم. إنه في حزن وكل حاجة يعزي ويعين۔KS 20.4

    فتأت الأمهات إلى يسوع يمر بكائهن، ويجدن نعمة كافية تعيينهم في رعاية أولادهن . إن الأبواب مفتوحة لكل أم ترغب في طرح حملها عند قدمي المخلص . فذاك الذي قال: «دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم» (مرقس 14:10) مايزال يدعو الأمهات للإتيان بصغارها ليباركهم .KS 20.5

    إن يسوع قد رأى في الأطفال الذين أتي بهم إليه، الرجال والنساء المزمع أن يكونوا ورقة نعمته ورعايا ملكوته، وبعض منهم كانوا مجمعين أن يصيروا شهداء لأجله. عرف أن هؤلاء الأولياء سيستمعون إليه ويقبلونه فادياً لهم بأسرع مما فعل الكبار الذين كان كثيرون منهم من الحكماء الدنيويين و القساة القلوب . وفي تعليمه نزل إلى مستواهم. فذاك الذي هو جلال السماء أجاب عن أسئلتهم وبسط لهم تعاليمه الهامة بحيث تفهمها عقولهم الصغيرة. لقد غرس في أذهانهم بذار الحق الذي في مستقبل السنين ينمو ويثمر للحياة الأبدية.KS 20.6

    إن يسوع عندما قال لتلاميذه ألا يمنعوا الأولاد من الإتيان إليه كان يتحدث إلى تابعيه في كل العصور - إلى موظفي الكنيسة والخدام والمساعدين وجميع المسيحيين . إنه يجتذب إليه الأولاد ويقول: (دعوهم يأتون إليّ)وكأنما هو يقول: إنهم سيأتون إذا لم تمنعوهم .KS 21.1

    لا تجعلوا صفاتكم المنافية لصفات المسيح تسيء تمثيل يسوع. لا تبقوا الصغار بعيدين عنه بجمودك وعنفك وجفائهم. ولا تقدموا لهم أبداً علّة تجعلهم يحسون أن السماء ستكون مكانا محزنا وكتيبا إذا كنتم هناك. ولا تتحدثوا عن الدين كشيء لا بفهمه الأولاد، ولا تتصرفوا بحيث يفهمون أنه لا يُنتظر منهم أن يقبلوا المسيح في حداثتهم . ولا تثبتوا في أذهانهم تلك الفكرة الخاطئة وهي أن ديانة المسيح هي ديانة الحزن والوجوم، وأنهم إذ يأتون إلي المخلص عليهم أن يتخلوا عن كل ما يجعل الحياة سعيدة بهجة.KS 21.2

    وإذ يحرك روح الله القدوس قلوب الأولاد فعليكم أنتم أن تتعاونوا معه في عمله. علموهم أن المخلص يدعوهم ، وان لا شيء يمكن أن يملأ قلبه بالفرح أكثر من أن يسلموا أنفسهم في بكور حياتهم ونضارة صباهم .KS 21.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents