Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
خدمة الشفاء - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    موسي

    تأملوا في اختبار موسى. لقد كان التهذيب الذي تلقاه في مصر حفيد الملك والوريث المنتظر العرش ، تهذيبا كاملا. ولم يُهمل شيء كان يعتبر كفيلا يجعله رجلا حکیما، کماکان المصریون یفهمون الحكمة. وقد تلقى أسمى تهذيب مدني وحربي. وأحس بأنه معد إعدادا كاملا لمأمورية إنقاذ العبرانيين من العبودية. ولكن حكم الله كان على عكس هذا. فلقد عينت عناية الله أن يتلقى موسى تدريجيا آخر في البرية كراعي غنم مدة أربعين سنة.KS 300.5

    كان التهذيب الذي تلقاه موسى في مصر عونا له في أشياء كثيرة، ولكن أثمن روح قوية وعنيفة. فإذ كان وهو في مصر قائدا حربيا ناجحا ومحبوبا من الملك والأمة كان معتادا سماع كلمات المديح والإطراء. لقد اجتذب الشعب إلى نفسه. وكان يرجو أن يحرر العبرانيين بقوته. أما الدروس التي كان عليه أن يتعلمها كنائب عن الله فكانت تختلف عن هذا اختلافا بينا. فإذ كان يقود قطعانه في مجاهل الجبال وإلى مراعي الوديان الخضراء تعلم درس الإيمان والوداعة والصبر والتواضع ونسيان الذات . كما تعلم أن يرعى الضعيف ويعالج المريض ويطلب المال ويصبر على المتمرد العاصي، وأن يرعى الحملان ويطعم العجائز والضعاف.KS 300.6

    وفي هذا العمل اقترب موسى أكثر من رئيس الرعاة. وقد صار مرتبطا ارتباطا وثيقا بقدوس إسرائيل. ما عاد الآن يفكر في القيام بعمل عظيم. ولكنه طلب أن يتمم العمل الموكل إليه بكل أمانة كما لله. وقد اعترف بوجود الله في البيئة المحيطة به. فقد كانت الطبيعة كلها تحدثه عن الله غير المنظور. لقد عرف الله كإله شخصي، وإذ كان يتأمل في صفاته فهم فهما كاملا معنى حضوره. وقد وجد لنفسه ملجأً وملاذا في الأذرع الأبدية.KS 301.1

    ويعد هذا الاختبار سمع موسى صوتا من السماء يأمره بأن يستعيض عن عصا الرعاية بعصا السلطة وأن يترك قطيع أغنامه ليصير قائدا للعبرانيين . وقد وجد أمر الله غير واثق بنفسه وثقيل اللسان و جبانا رعديدا. وقد غمره شعور بالعجز حين طلب منه أن يكون كليما الله . إلا أنه قبل القيام بهذا العمل ، واضعا كل ثقته بالرب . وإن عظمة مأموريته شغلت أفضل قوى عقله. وقد بارك الله طاعته الناجزة فصار فصيحا واثقا رابط الجأش مؤهلا للقيام بأعظم عمل أسند إلى إنسان. والكتاب يقول عنه: «ولم يقم بعدُ نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه» (تثنية 34 : 10 ) .KS 301.2

    فعلى من يحسون أن الناس لا يقدرون عملهم ويشتاقون إلى مركز ذي مسؤولية أعظم أن يلاحظوا أنه «لا من المشرق ولا من المغرب ولا من برية الجبال. ولكن الله هو القاضي. هذا يضعه وهذا يرفعه» (مزمور 75 : 6 و 7). فكل إنسان مكانه في تدبير السماء الأبدي. وسواء أملأنا ذلك المكان أم لا فذلك رهين أمانتنا في التعاون مع الله.KS 301.3

    ونحن بحاجة إلى الحذر من التأسي على أنفسنا والرثاء لها. وعليك بالحذر من الاسترسال في الإحساس بأن أحدا لا يقدرك، وأن جهودك لا تلقى التقدير الواجب وأن عملك شاق وفوق طورك. بل لتُسكت ذكرى ما قد احتمله المسيح لأجلنا كل أفكار التذمر وتوقفها عند حدها. إننا نعامل معاملة أفضل مما عومل بها سيدنا، «هل تطلب لنفسك أمورا عظيمة. لا تطلب » (إرميا 45 : 5). لا مكان عند الرب في عمله لمن يشتاقون للظفر بالإكليل أكثر من شوقهم لحمل الصليب. إنه يطلب رجالا ينكبون على القيام بواجبهم أكثر من أنك بابهم وتطلعهم إلى الجعالة — رجالا يهتمون بالمبدأ أكثر من اهتمامهم بالترقية.KS 301.4

    إن الناس الودعاء الذين يقومون بعملهم كما لله قد لا يتفاخرون أو يتظاهرون قدر ما يفعل الناس الكثير والصخب المعتزون بأنفسهم، ولكن عملهم له قيمة أعظم. إن الذين يقومون بمظاهرات واستعراضات عظيمة هم في الغالب يسترعون الانتباه إلى أنفسهم، هؤلاء يتدخلون بين الله والشعب، ومال عملهم إلى الفشل. «الحكمة هي الرأس فاقتن الحكمة وبكل مقتناك اقتنِ الفهم . أرفعها فتعليك ، تمجدك إذا اعتنقتها» (امثال 4 : 7 و ۸).KS 302.1

    إن كثيرين من الناس، إذ يعوزهم العزم الصادق على أن يضعوا أرواحهم في أكفهم ويصلحوا أمرهم، يسيرون راسخي الأقدام في طريق العمل الخاطئ. ولكن ينبغي ألا تسير الأمور هكذا. فقد يستطيعون أن يدربوا قواهم على القيام بأفضل الخدمات. وحينئذ يكون العمل بحاجة اليهم دائما. وسيقّدرون بقدر عظمة عملهم وقيمته ۔KS 302.2

    وإذا كان البعض مؤهلين لوظيفة أسمى فالرب سيضع الحمل ليس عليهم وحدهم بل على من قد اختبروهم ويعرفون قيمتهم ، والذين يستطيعون بفطنة أن يحثوهم على التقدم إلى الأمام. فالذين يقومون بالعمل المعين عليهم بأمانة يوما يعد يوم هم الذين سيسمعون من فم الله، في الوقت المعين منه، الدعوة القائلة: «ارتفع إلى فوق»KS 302.3

    عندما كان الرعاة يحرسون قطعانهم فوق تلال بيت لحم جاء ملائكة من السماء يزورونهم ، فكذلك اليوم إذ يقوم خادم الله المواضيع بعمله فإن ملائكة الله يقفون إلى جانبه ويصغون إلى أقواله و يلاحظون الكيفية التي بها يقوم بعمله ليروا ما إذا كان يمكن أن تسند إليه مسؤوليات أعظم.KS 302.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents